خــــواطــــر:

أخبث أنواع الأزواج، من يأخذ فتاة أنفق والداها السنوات الطويلة على تنشئتها على الحشمة، والطهر وأطايب الخلال، ثم يكافئ اختيارهم له، وظنهم الحسن فيه، بنقض ماتعب الوالدان في بنائه! فيدعوها لتخفيف عباءتها، أو تقصير خمارها، أو كشف ما سُتِر منها، أو ينهاها عن التربية القويمة، وربما لوّح بالطلاق لأجل تنفيذ مآربه..!
‏لا يمكن لزوج تجري دماء الرجولة في عروقه أن يسمح لأحدٍ كائنًا من كان أن يغتاب زوجته أو يتنقص منها أو يمس سمعتها بسوء وهو حاضر!
أصبح تصفح مواقع التواصل مما يثير الدهشة والخوف، من تخطف الموت للناس من حولنا، البعيد والقريب، والصغير والكبير! فما بين منشور وآخر يتسلل لك خبر وفاة أحدهم، أو إصابته بهذا الداء المتفشي! فياليت النفوس تتأهب! وياليت القلوب تتضرع! {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَىٰ}
لا يُرىٰ بالعين المجردة قد حبس شعوبًا، وأوقف الدنيا من حوله! جند من جنود الملك! تالله ما أضعفك أيها الإنسان! الآن أيقن الجميع أنه لا قدرة ولا مشيئة تجري إلا وفق إرادة الله. {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
الأخذ بالأسباب الوقائية والاحترازية لا ينافي التوكل على الله، وكذا لا يُغني عن التوكل على الله.
ما اسَّتودعْتَّهُ عند ربِّك؛ لا يضيع أبدًا ! {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ۖ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}
وكيف لا يوفَّق إنسان .. له أبَّوان ! عنه راضيان ! وله يدعوان !
وكم من ذنب حُرِم العبد بسببه النّعم! ومن أعظم الحرمان؛ أن يُحال بين العبد وبين القرآن فلا يجد توفيقًا في قراءته وفهمه والعمل به! قال الله: {لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} نشتكي من قلة التدبر للقرآن وماندري أن الذنوب إذا طبعت على القلوب حرمتها التدبر !
علموا أن قوة الأمة المسلمة تتركز في صلاح نسائها؛ فتكلفوا جهداً وخططاً لضرب هذه القوة! ولم يروا أعظم من أن تذوب المرأة في مصطلحاتهم المارقة،مثل:"المساواة-البحث عن الذات-الحرية-حق العمل…"ولازالوا بها حتى نكَّسُوها عن أعظم وظيفة لها كزوجة وأم؛ ألا وهي تخريج أجيال لها الريادة
تُنحَىٰ كل شهادات المرأة جانبًا .. وتبقى أعظم شهادة لها هي حسن تربية أبنائها، وإخراجها جيل يُنهِض هذه الأمة من كوبتها! وما ذكر التاريخ من صويحبات الرسائل العلمية والمناصب العالية، مثلما ذكر أم الإمام أحمد وأم البخاري .. فما انتفعت الأمة كما انتفعت بما جمعه البخاري، وفقهه أحمد!